المقدمة
في تقريرحرية التعبير الصادر عام 2009 عن حرية التعبير في مصر لعام 2008 ، كانت قضايا الحسبة السياسية هي الغالبة على الانتهاكات التي تستهدف حرية التعبير ، حيث يقوم محامين باستهداف اصحاب الرأي والكتاب والصحفيين بالقضايا ، إما تقربا للسلطة أو كراهية في الاراء المطروحة ، او ابتغاء لشهرة قليلة التكاليف ، حيث مجرد بلاغ أو قضية لا تتكلف بضع جنيهات ، لتلتقطها الصحف المقربة من السلطة وتسلط عليها الاضواء.
والان ، في عام 2019 وبعد عشر سنوات ، يعيد التاريخ نفسه ، حيث عادت قضايا الحسبة السياسية بشكل أشد واكثر حدة ، بشكل تعتقد الشبكة العربية انه يحوذ رضا السلطات ، وقد يكون بإشارة منها.
حرب مفتوحة ضد حرية التعبير
هذا هو الحال في مصر ، فهل يختلف الأمر بالنسبة لباقي الدول العربية؟
لا نرى ذلك ، وبشكل اكثر دقة ، فالاختلاف هو فقط في التفاصيل.
فالموجة الجديدة من الثورات العربية ، قوبلت بعنف شديد، سواء من الدول التي شهدت هذه الثورات والانتفاضات “الجزائر ، السودان ، لبنان ، العراق” أو الدول التي شهدت الموجة الأولى بدؤا من عام 2011 ” تونس ، مصر ، اليمن ، البحرين ، ليبيا ، سوريا” ، بل وباقي الدول العربية التي خشت أن تمتمد الموجة الجديدة اليها ، فساد القمع والتنكيل ، وبالطبع في المقدمة كانت حرية التعبير وحرية الصحافة هي المستهدفة.
فما من دولة عربية واحدة ، توقفت عن الحبس في قضايا النشر ، حتى تونس التي يفترض أن تكون استثناء ، قد تكون اقل انتهاكا ، لكنها مارست الحبس ضد اصحاب الرأي.
اختلفت الوسائل وبقي العداء لحرية التعبير وحرية الصحافة ، فمن دول تعادي شبكات التواصل الاجتماعي مثل الكويت حيث العداء الاشد لتويتر ، ومصر حيث العداء الاشد لفيس بوك ، والسعودية حيث لا صوت يعلو أساسا براي مختلف ، و الامارات التي تمارس كل انواع القمع ضد حرية التعبير كجزء من عدائها للحريات العامة وتخفيه خلف ستار وزارات شكلية مثل وزارة السعادة !!.
وعلى خطى مصر ، تذرعت البحرين بمكافحة الارهاب لتمارس اشد انواع التنكيل المغلف بغطاء قانوني لتتهم المعارضين بممارسة الارهاب.
والمغرب التي شهدت العديد من المحاكمات لأصحاب الرأي ، افتقدت لمعايير المحاكمة العادلة ،لاسيما الصحفيين ومعتقلي حراك الريف.
ومازال الوضع الاسوأ هو في اليمن ، حيث يعاني الصحفيين واصحاب الرأي من انتهاكات قوات الحوثي من جانب ، وقوات الحكومة المدعومة من السعودية والامارات برئاسة منصور هادي من جانب اخر.
ولا يختلف الأمر كثيرا في فلسطين ، وإن خفت حدته نظرا لوقوعها تحت الاحتلال ، حيث تمارس سلطة حماس قمعا ضد حرية التعبير في المناطق الخاضعة لسلطتها ، مثلما تمارس السلطة الفلسطينية قمعا اخر في المناطق الخاضعة لها.
الامثلة اكثر من ان تذكر أو يتم حصرها ، وبمطالعة التقرير ، في الدول التي يضمها ” 12 دولة” سوف تجد أن حالة حرية الصحافة وحرية التعبير في العالم العربي ، بأكلمه ، بالفعل ، لا تسر عدو أو حبيب.