رغم أنها انضمت غلى معاهدتين أساسيتين من معاهدات حقوق الإنسان وأعلنت انضمامها في الأمم المتحدة بعد موافقة مجلس وزرائها إلا أن مواطني قطر مازالوا محرومين من الصحافة المستقلة ، باستمرار حجب الموقع الاخباري الوحيد المستقل ، كما انها ما زالت تمنع حقوقي بارز من السفر كان يدافع عن سجناء الرأي بينهم الشاعر محمد العجمي الذي سجن بسبب قصيدة، وكذلك استمر منع مواطن مصري من السفر بسبب آرائه على الفيسبوك.
وفيما يلي ابرز الانتهاكات التي شهدتها قطر خلال 2018
استمرار حجب الدوحة نيوز
واصلت السلطات القطرية حجب موقع “الدوحة نيوز” وهو الموقع الإخباري الوحيد المستقبل وذلك للعام الثاني على التوالي، وينشر “الدوحة نيوز” أخبارًا عن قطر على الإنترنت منذ 8 سنوات.
وفي 30 نوفمبر 2016، أمرت السلطات القطرية شركات “فودافون” و”أوريدو”، مزودي خدمة الإنترنت في البلاد، بحجب الموقع، ليتعذر على مستخدمي الإنترنت في قطر الوصول إليه.
ويصدر الدوحة نيوز من أمريكا وغير مسجل في قطر التي تسيطر على الإعلام، ولكن يعمل به صحفيون يعيشون داخل قطر، وقبل حجبه بشهر نشر افتتاحية تطالب بتعديل قانون الجرائم الإلكترونية لوقف انتهاك حرية التعبير والصحافة، كما اشتهر الموقع الإخباري بانتقاده لعدد من الوزارات القطرية.
حذف مقالات نيويورك تايمز
منذ أبريل 2018 وحتى 1 أغسطس أزال شريك طباعة وتوزيع جريدة “نيويورك تايمز” دار الشرق 12 مقالا يتعلق بحقوق المثليين والمتحولين جنسيًا، وردت الحكومة أن الإزالة مرتبطة بالناشر.
وتطبع “نيويورك تايمز” نسختها الدولية وتوزعها في قطر منذ عام 2007، وتكتب التايمز ملاحظة أن المحتوى أزيل وتصدر الصفحات بيضاء.
وقالت نيويورك تايمز إن “12 مقالا عُدل أو حُذف بشكل استثنائي، وأضافت عندما يُحذف مقال بشكل استثنائي، نطلب من الناشر تضمين اقتباس يتضمن العنوان الكامل غير الخاضع للرقابة للمقال، ووضع علامات واضحة للمقال الكامل، الذي يكون متوفرا دائما عبر الإنترنت.
وقالت شركة الشرق إنها تعمل بموجب القانون القطري ولهذا تتخذ “نهجا عاما في التحرير يتجنب نشر أي شيء يمكن اعتباره غير قانوني أو غير أخلاقي أو مخالفا للقواعد والثقافة المحلية.
منع سفر مواطن مصري انتقد الإخوان
يتعرض المواطن المصري نبيل مصطفى حسين، عمره 59 عامًا، والذي كان يعمل مديرًا تنفيذيًا لإحدى الشركات التابعة لجريدة الشرق القطرية منذ ديسمبر 2013. حيث تمنعه السلطات القطرية من الخروج من البلاد
كان نبيل أكد في رسالة استغاثة على صفحته الشخصية على الفيس بوك يونيو 2018 أنه يتعرض لظلم وشبه احتجاز داخل قطر منذ عامين بسبب مواقفه السياسية المناهضة لجماعة الإخوان، لافتا إلى أنه محتجز وممنوع من السفر من قطر منذ عامين تقريبا.
وأضاف في رسالته أن عددا من المنتمين لجماعة الإخوان، تقدموا ضده ببلاغات في جهاز أمن الدولة القطري في شهر مايو عام 2016، بسبب منشوراته على الفيس بوك التي تنتقد الجماعة والنظام القطري، حيث تم استدعاؤه للتحقيق معه واحتجازه على ذمة التحقيقات.
وأضاف أنه في أعقاب ذلك تم إخلاء سبيله من القضية ولكنه فوجئ بتعنت من المؤسسة الإعلامية التي يعمل بها وفصله تعسفيا وإبلاغ البنك الوطني القطري المتعامل معه بوقف حسابه ومنعه من السفر.
منع سفر نجيب النعيمي
رغم صدور حكمًا قضائيًا بإلغاء قرار النائب العام القطري بمنع سفر المدافع البارز عن حقوق الإنسان الدكتور نجيب النعيمي إلا أن السلطات الغته باستمرار منعه من السفر، وفي 28 أبريل أصدر النعيمي بيانًا قال فيه إن النائب العام في قطر أصدر قرارا بمنعي من مغادرة البلاد، ثم تقدم بشكوى كيدية ضدي .. فلجأت للقضاء والذي أنصفني بإصدار أحكام ببراءتي من الافتراءات التي ادعاها النائب العام، كما أصدرت محكمة الاستئناف قرارا بإلغاء منع السفر الصادر بحقي.”
وأضاف “لكن النائب العام، وبموافقة حكومية، استمروا في خرقهم الصارخ لمبادئ الدستور والقوانين القطرية، وضربهم عرض الحائط بحقوق الإنسان التي يعقدون عنها مؤتمرات دولية في قطر! وطبّقوا بحقي حصارا يفوق الحصار المفروض على قطر”
يذكر أن إدارة أمن العاصمة بقطر أبلغت الدكتور نجيب النعيمي في 26 يونيو 2017، بأن حظر السفر المفروض عليه بتاريخ 7 يناير 2017 قد تم تجديده بالرغم من أن محكمة الاستئناف في قطر كانت قد ألغته بتاريخ 30 مايو 2017.
ومنعت السلطات في قطر محامي حقوق الإنسان البارز الدكتور نجيب النعيمي من السفر دون إبلاغه عن أيٍ من الأسباب المحتملة.
والدكتور نجيب النعيمي هو محامي حقوق إنسان دافع عن سجناء الرأي في قطر بما في ذلك الشاعر محمد العجمي الذي حُكم عليه بالسجن 25 عاما في سنة 2011 حيث تم تخفيضها إلى 15 سنة من السجن، ولم يطلق سراحه إلا في عام 2016 بعد أن قضى 5 سنوات في السجن بسبب قصيدة تنتقد أمير قطر.
انتصار جزئي للعمالة الأجنبية في قطر
في 4 سبتمبر 2018 أصدر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر قانون رقم 13 لسنة 2018 الذي يقضي بإلغاء تأشيرات الخروج التي تطلب من بعض العمال الأجانب الحصول على تصريح من أصحاب العمل لمغادرة البلاد.
ويعمل الكثير من هؤلاء العمال، والذين يبلغ عددهم نحو مليوني عامل، في مشاريع البني التحتية الضخمة لمونديال 2022.
إلا ان القانون لم يشمل فئات من العمال أبرزهم عاملات المنازل البالغ عددهن نحو 174 ألف عاملة في قطر، ولا يحق لهن مغادرة البلاد إلا بإذن خروج من صاحب العمل ما يعد انتهاكًا لحرية السفر واستغلال لحقوقهن.
خطوة للأمام
قدمت قطر إلى الأمم المتحدة في 21 مايو 2018 وثائق الانضمام إلى معاهدتين أساسيتين لحقوق الإنسان بعد موافقة مجلس وزرائها في 14 مارس وهما: “العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية” و”العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”، وبهذا تصبح قطر الدولة الثالثة من مجلس الخليج تنضم إلى معاهدات الأمم المتحدة بعد الكويت والبحرين.
ورغم هذه الخطوة الإيجابية التي قد تغير جزئيًا الحياة السياسية في قطر إلا أنها جاءت بعد ضغوط دولية على قطر بسبب أزمة العمالة الأجنبية التي تعمل في البنية التحتية لمونديال 2022، وأيضُا سعي قطر لتحسين صورتها خاصة في ملف حقوق الإنسان بسبب الأزمة الإقليمية المستمرة حتى الآن بمقاطعة 4 دول عربية لها.
