تلك الفتاة النحيلة اليافعة. كل من يعرفها يطلق عليها “نرمين الجدعة”.
نرمين حسين إحدى الفتيات التي تأثرت بحركة 6 إبريل، والتي حظرها النظام المصري تحت دعوى أنها جماعة إرهابية. شاركت في ثورة الخامس وعشرين من يناير.
كانت وجها مألوفا في الميدان، كان البعض حين يرغب في وصفها يقول ضاحكا: البنت اللي ما بتروحش بيتهم دي.
نرمين التي عيرها إعلام النظام المصري بإنها “بنت البقال”، لم تنكر لثانية أنها من أسرة بسيطة، على العكس تماما، كانت تتباهى وتتفاخر بوالدها الرجل البسيط الشريف الذي أحسن تربيتها وعلمها ونشأها على المبادئ والأخلاق.
كانت نرمين تروي بنفسها أنها كانت تحمل البضاعة فوق رأسها لتنقلها إلى محل والدها، وبعد أن أصيب كل من والدتها ووالدها بمرض أقعدهما، أصبحت نرمين حسين هي المسؤول الأول عن البيت، وحلت محل والدها في كل شيء، أو كما يقول المصريون “بقت راجل البيت”.
ولإن نرمين حسين جاءت من صفوف البسطاء، فهي خرجت في ثورة يناير تنادي بحقوق البسطاء. كما خرجت في تظاهرات ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد أن تبين لها أنها تعيش خدعة كبيرة، وأن أهداف الثورة لم تتحقق.
بعد التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية، نزلت نرمين مع اثنين من صديقاتها إلى الشارع، وحدهن، يحملن لافتات تنادي بمصرية الجزيرتين، وهو قرار شعبي مؤيد بحكم المحكمة الإدارية العليا. إلا أن النظام لم يأبه لرأي الشارع والقانون، وقام بالفعل بالتنازل عن الجزيرتين.
في ذلك اليوم، العاشر من إبريل عام 2016، تم القبض على الثلاثة فتيات: نرمين حسين، نانسي كمال، شيماء عبد العزيز.
تم بعد ذلك إطلاق سراحن، ليعاد اعتقال نرمين في أغسطس 2018 في القضية المعروفة إعلاميا ب”معتقلي العيد”.
من ضمن قائمة المعتقلين في قضية معتقلي العيد كل من: السفير معصوم مرزوق، د. يحيى قزاز، د. عبد الفتاح سعيد البنا، عمرو محمد وسامح سعودي والفتاة الوحيدة بينهم: نرمين حسين.
منذ أغسطس 2018 وحتى الآن، تقبع هذه الشابة في زنزانة انفرادية، لا يسمح لذويها بزيارتها سوى خمس دقائق فقط، تعاني من ظروف قاسية داخل الزنزانة، وكأن الدولة القوية التي هي الآن قد الدنيا، تخاف على أمنها من فتاة شابة رقيقة ونحيلة.
ما هي التهم الموجهة لنرمين حسين ضمن بقية الزملاء في نفس القضية؟
يواجه معتقلوا العيد، ومن بينهم نرمين حسين، التهم الآتية: مشاركة جماعة ارهابية في تحقيق أهدافها، وتلقى تمويل بغرض إرهابى، والاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب جريمة إرهابية، ماعدا عمرو محمد متهم بالانضمام لجماعة ارهابية، وتلقى تمويل والاشتراك فى اتفاق جنائى .
ومنذ اعتقال نرمين في أغسطس وهي يجدد لها الحبس، وتعود إلى زنزانتها الانفرادية.
لم تقترف نرمين حسين جرما، فقد تم إلقاء القبض عليها من منزلها، حيث كانت ترعى والديها المريضين، ونحن نطالب بعودتها لوالديها اليوم وليس غدا.