ولد في 12 ديسمبر 1966، بزاوية أبو مسلم التابعة لمحافظة الجيزة لأب مزارع، بذل كل حياته لتعليم أبنائه، ولم يخلف محمود ظنه والده، فتفوق في الدراسة، والتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وبعد تخرجه حصل على تمهيدي الماجيستير، ثم عاد ليدرس القانون، ثم درس التاريخ بكلية الآداب، وحصل على دبلوم العلوم السياسية من معهد الدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية؛ كان ذلك عام 1998.
كان محمود، الشاب النهم للعلم والدراسة، نهما أيضا للعمل والكفاح. كان يسعى لتحقيق حلم والده، والعمل بكد واجتهاد ومهنية حيث بدأ محمود حسين مسيرته المهنية كمحرر ومعد للبرامج السياسية بإذاعة صوت العرب المصرية، وظل بها لنحو عشر سنوات، حيث عمل حينها في العديد من الجهات، منها عمله كباحث في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بمؤسسة الأهرام، ثم في مركز دراسات الوحدة العربية بمكتب القاهرة، ثم في مركز الدراسات الحضارية، كما عمل محررا صحفيا بمكتب صحيفة الشرق القطرية بالقاهرة.
تحوّل محمود حسين للعمل التلفزيوني ابتداء من عام 1997، وذلك بعدما انتقل إلى قناة النيل للأخبار؛ حيث عمل صحفيا ومراسلا، ثم ترقى إلى درجة كبير المراسلين قبل أن يُصبح مديرا لقسم المراسلين بالقناة.
ثم انتقل بعد ذلك للعمل مع قناة العالم الإخبارية الإيرانية وذلك في عام 2004، ثم أصبح مراسلا لتلفزيون البحرين في العام التالي، ثم مراسلا لتلفزيون السودان عام 2006، قبل أن يدير مكتب قناة الرافدين العراقية، ثم مكتب التلفزيون السوداني بالقاهرة.
في أواخر 2010، انتقل محمود حسين للعمل رسميا في قناة الجزيرة القطرية، حيث عمل منتجا ثم مراسلا في مكتبها بالقاهرة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن محمود شارك في تغطية الأحداث التي شهدتها مصر والتي عٌرفت فيما بعد بثورة 25 يناير من العام 2011، ثم استمر في عمله حتى أغلقت السلطات المصرية مكتب الجزيرة بالقاهرة منتصف 2013، فانتقل إلى العمل بمقر القناة في الدوحة كمنتج في قسم المراسلين.
إلا أن اجتهاد محمود حسين ودأبه في العمل، والذي ساعده في الترقي في المناصب، وتحقيق بعض من أهدافه، في لحظة كان وبالا عليه، بسبب خلافات سياسية بين بلدين لا شأن له بها. فجأة، تدهورت العلاقات القطرية المصرية كما لم يحدث من قبل، وتعاملت السلطات المصرية مع الدولة القطرية بوصفها عدوها الأول، وليس هذا هو بيت القصيد الآن، لكن بيت القصيد هو أن الدولة المصرية لم تفرق بين القيادة القطرية وبين العاملين المصريين في دولة قطر، وتعاملت معهم وكأنهم جواسيس.
أنتجت قناة الجزيرة القطرية فيلما وثائقيا عن التجنيد الإجباري في مصر، فما كان من السلطات المصرية إلا أن أوقفت محمود حسين الذي كان حضر إلى مصر في زيارته السنوية لمدة 14 ساعة. بعد إطلاق سراحه، عادت لتعتقله من بيته هو وشقيقيه في يوم 20 ديسمبر 2016. بعد إخفائه قسريا لمدة يومين، ظهر محمود أمام النيابة ليتم اتهامه بالتهم الجاهزة:
- نشر أخبار وبيانات وشائعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية لمصر،
- اصطناع مشاهد وتقارير إعلامية وأخبار كاذبة.
أكثر من عامين يقبع فيهما محمود حسين في السجن، بدون محاكمة، متجاوزا مدة الحبس الاحتياطي،
يعاني من فقدان الوزن وتدهور حالته الصحية.
محمود حسين صحفي، والصحافة ليست جريمة.
محمود حسين يستحق الحرية.